بعد أن نشرت (الكلمة)، والتي يرأس تحريرها الناقد الدكتور صبري حافظ، ملفا ضافيا عن الكاتب الألماني الكبير غونتر غراس لأهمية انتاجه الأدبي ولجسارته في الحفاظ على جذوة (الكلمة) نبراسا للضمير الإنساني، ومقاومة للكذب. اختارت (الكلمة) في عددها الجديد، العدد 98 لشهر يونيو (حزيران) 2015 أن تقدم ثلاث كتب، أولها يجمع سجالات كاتبها في السياسة والفكر والثقافة، وثانيها رواية إسبانية مترجمة، وثالثها ديوان شعر جديد لشاعرة عراقية. كما تنشر مقالين عن علاقة المثقف الإشكالية بالسلطة، أحدهما عن ن تورط أعلام كبار في الثقافة العربية القديمة في ممالأة السلطان، والآخر عن نموذج جوبلز وهو يعيد انتاج نفسه في واقعنا العربي. ومقالين عن شعر السبعينيات أحدهما في مصر والثاني في المغرب، وثلاث مقالات عن الغرب: ثنائية العقل والمثقف في الثقافة الأوروبية، والنظريات الجمالية في المذاهب الغربية، والارتجال في المسرح الغربي. وتتناول (الكلمة) مواضيع تتميز براهنيتها، إذ تواصل الباحثة السودانية المرموقة استقصاء عمق وكيان سطوة الرأسمالية المالية ودورها في الاستحقاقات البريطانية الأخيرة، ومأزق تيتانيك الانتخابات في دولة الاستيطان الصهيوني في فلسطين. بينما تكشف عبر كتاب جديد عن آليات عملية تهجير يهود العراق لدولة الاستيطان الصهيوني، ويتوقف العدد عند الإعلان العالمي للحقوق اللغوية في محاولة للكشف عن أهمية الوعي بدور اللغة في الحفاظ على هوية البشر. كما تنشر الكلمة، واحتفاء بمئوية الناقد الفرنسي الكبير، مقالا يقربنا من مكانة رولان بارث في المشهد الثقافي والأدبي المعاصر، كما تتابع المجلة حصاد ما جرى في مهرجان كان السينمائي الذي انتهى قبل أيام من صدور عددها الجديد، وتتناول أهم ما قدم فيه من أفلام واتجاهات. وجاء العدد حافلا كالعادة بالمواد النقدية والنصوص الإبداعية، وقدم رواية جديدة جاءت هذه المرة من اسبانيا، وديوان شعر من العراق. كما ينطوي العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي من شعر ورواية ومساراته؛ مع المزيد من القصائد والقصص، وأبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد وكتب وشهادات/ مواجهات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.
يفتتح القاص المصري عاطف سليمان باب دارسات بقراءة لكتاب ستيفان زفايج عن هذا النموذج الإنساني الأخلاقي الفريد، ويترجم الباحث العراقي باقر جاسم محمد الإعلان العالمي للحقوق اللغوية لأهميته في الحفاظ على حقوق البشر اللغوية، وترصد الكاتبة الجزائرية عقيلة مراجي التجريب الفني في رواية يمكن تصنيفها ضمن منجزات أدب الخيال العلمي، ومع تفشي ظاهرة استقطاب المؤسسة للمثقفين يطرح الباحث المغربي مصطفى الغرافي الكاتب في حضرة السلطان، وتقدم الباحثة المصرية ثناء أنس الوجود دراسة حول فلسفة النقد والوعي عند الشعراء العباسيين وتطرح مفهوم الوعي بوصفه الأساس الحقيقي الذي قامت عليه دراستها، ويكشف الباحث العراقي رائد فؤاد الرديني في تحليله النقدي لقصيدة الشاعرة بشرى البستاني كيف رسمت بالكلمات جرنيكا الدمار العراقي، وتكشف الباحثة المرموقة خديجة صفوت في تأملاتها لما جرى أثناء الانتخابات البريطانية الأخيرة عن ملامح الديمقراطية الجديدة للبيع والتي تظل رهينة لسطوة الرأسمالية المالية المتوحشة، وينهي أنغير بوبكر هذا الباب بسجالات في السياسة والفكر والثقافة.
باب شعر يقدم ديوانا شعريا للمبدعة ماجدة غضبان موسوم ب"أنونيماس" وهو ديوان ينتقد النزعة الذكورية ومآلات الوضع العربي، وينشر العدد قصائد للشعراء: رضا حمدي، آمال عواد رضوان، حكيم نديم الداوودي، صونيا عامر، حسن العاصي، فتح الله بوعزة. أما باب سرد فيقدم نصا روائيا اسبانيا لرامون خوان ساندير "قداس لفلاح اسباني" حيث قرية صغيرة يجعلها السارد فضاء لتفاصيل تتعلق بحياة الفلاحين وملاكين في فترة حرجة من تاريخ اسبانيا قبل الحرب الأهلية، الى جانب نصوص المبدعين: ناهدة جابر جاسم، عمر الحويج، زينب هداجي، أحمد محمد جيد، هاجر بوعبيد، حسين الموزاني.
ويفتتح باب نقد بمقالة تحتفي بمئوية ميلاد وذكرى الناقد الفرنسي المرموق رولان بارث، أحد الوجوه المؤسسة للخطاب النقدي الحديث، ويكتب رامي أبو شهاب عن النهضة الأوروبية: المفهوم والنموذج وهي نتاج عملية دينامية وركنها المثقف العقلاني، ويتناول أسامة خضراوي النظريات الجمالية في المذاهب الغربية الحديثة بدءا من فلسفة التلقي عند أرسطو، ويكتب بليغ حمدي اسماعيل عن طقوس الإشارات والتحولات في الخلافة الإسلامية، في حين يرصد عبدالسلام الخراز القصة القرآنية والأسطورة وتمايزهما رغم وجود تقاطعات لافتة، ويتناول مؤمن سمير جزء من صورة وملامح مصر بيوتها والبشر، ويرى محسن صالح أن رواية سانت تيريزا تمثل رواية الواقع المعاش، ويعود نبيل عودة لفلسفة مبسطة المضامين من خلال التوقف عند لحظة احتفاء الكيان الصهيوني ب("استقلال"ه")، أما محمد العباس فيؤكد أن ادوارد الخراط يفتش عن قارئ بوعي الناقد كشكل من تطهير القارئ نفسه من تقليدانيته، ويقربنا عبدالقادر ملوك من مفهوم البربري، ويتناول مأمون شحاذة مفهوم مثقف السلطة وآلية فعله الثقافي، ويقرأ سعد الدغمان ثلاث قصائد لفرات صالح من "غيوم تكركر" تعبيرا صادقا لواقع العراق.
في باب مواجهات نقرأ لمحررة الكلمة الباحثة أثير محمد علي شهادة مسيرة فنان سوري مع الرسم وتشكيل رؤيته الخاصة للعالم، ساعية لأن تكشف عبرها عما كان يدور في الواقع الاجتماعي والثقافي الذي تشكل فيه وعي الفنان وتبلورت عبره لغته التعبيرية سواء في سوريا أو روسيا التي أكمل دراسته فيها. في باب كتب يرصد عمر شهريار جماليات الصورة والتناص السينمائي في أحد الدواوين الشعرية، في حين يقرأ الناقد المصري شوقي عبدالحميد يحيى "ومضات منة الله والسرد بنكهة القص" من خلال أربعة مداخل مفاهيمية، ويتأمل عزالدين بوركة مآلات القصيدة السبعينية في القرن الحادي والعشرين ويكتب الكبير الدادسي عن رواية تكشف اختلالات المنظمومة المجتمعية اليمنية، ويتوقف زياد جيوسي عند كتابة مفتوحة زاوجت بين الشعري والقصصي، ويكتب حسن عجمي عن تجربة محمد خريف وكائناته الورقية بينما ينشر الباب كتابا مهما لباحث فلسطيني يفضح عمليات التهجير لليهود العراق ضمن عمل منظم للحركة الصهيونية العالمية.
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.net